في إطار المتابعة المستمرة لأحوال ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1445هـ، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية، الأستاذ خالد آل طالع، أن الوضع الصحي العام للحجاج يسير بصورة "مطمئنة للغاية"، مشيداً بالدور المحوري الذي لعبته الإجراءات التنظيمية والخطط الوقائية في الحفاظ على سلامة الحجيج جاءت هذه التصريحات خلال الإحاطة الإعلامية الدورية التي تنظمها الوزارة، حيث أوضح آل طالع في اتصال هاتفي مع قناة "العربية"، أن الالتزام العالي بالتعليمات الصحية من قبل الحجاج والمنظومة المتكاملة للخدمات قد أسهما بشكل مباشر في الحد من الحالات الصحية الطارئة، وتحقيق موسم حج آمن صحياً حتى هذه اللحظة، مما يعكس نجاح الخطط التشغيلية التي وُضعت بعناية فائقة لمواجهة كافة التحديات المحتملة.

 

انخفاض ملحوظ في حالات الإجهاد الحراري

 

أبرز المتحدث الرسمي تحقيق إنجاز لافت في التعامل مع أكثر التحديات الصحية شيوعاً في موسم الحج، وهو الإجهاد الحراري. فقد كشف أن نسبة حالات الإجهاد الحراري المسجلة هذا العام شهدت انخفاضاً تاريخياً، حيث انخفضت لتصل إلى نحو 90% مقارنة بالعام الماضي، ويعزى هذا النجاح الباهر إلى الخطط الوقائية الاستباقية التي نفذتها الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية، والتي شملت حملات توعوية مكثفة بلغات متعددة، وتوزيع ملايين عبوات المياه والمظلات، بالإضافة إلى تجهيز وتشغيل عدد كبير من مراوح الرذاذ المائي في مختلف مناطق المشاعر المقدسة.

 

وأضاف آل طالع أن هذه الإجراءات الاستباقية، إلى جانب الاستجابة السريعة للفرق الميدانية، شكلت خط دفاع أول فعالاً لحماية ضيوف الرحمن من مخاطر درجات الحرارة المرتفعة.

 

خدمات طبية متقدمة وعمليات نوعية

 

لم تقتصر جهود المنظومة الصحية على الجانب الوقائي فحسب، بل امتدت لتقديم خدمات علاجية متقدمة وعالية التخصص. وفي هذا السياق، أعلن آل طالع أن الفرق الطبية المتخصصة قد تعاملت مع حالات صحية معقدة بكفاءة عالية، حيث أجرت المنظومة الصحية حتى الآن أكثر من 18 عملية قلب مفتوح، بالإضافة إلى مئات عمليات القسطرة القلبية والإجراءات الطبية الدقيقة الأخرى.

 

وتظهر هذه الأرقام مدى الجاهزية العالية للمستشفيات والمراكز الطبية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات وكوادر طبية على أعلى مستوى لتقديم رعاية صحية تضاهي ما يقدم في كبرى المراكز العالمية، وذلك لضمان حصول كل حاج على الخدمة الطبية التي يحتاجها في الوقت المناسب وبالمجان.

 

منظومة متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن

 

في تأكيد على شمولية الرعاية المقدمة، أشار المتحدث الرسمي إلى أن إجمالي الخدمات التي قُدمت لضيوف الرحمن حتى الآن قد فاق التوقعات، حيث بلغت نحو 125 ألف خدمة شاملة.

 

وتشمل هذه الخدمات طيفاً واسعاً من الرعاية، بدءاً من المعاينات في مراكز الرعاية الأولية والعيادات المتنقلة، ومروراً بخدمات الطوارئ والإسعاف، ووصولاً إلى خدمات التنويم في المستشفيات وإجراء العمليات الجراحية المعقدة، فضلاً عن الخدمات الصيدلانية والجلسات التوعوية.

 

وأكد آل طالع أن وزارة الصحة تواصل تقديم خدماتها المتكاملة على مدار الساعة عبر شبكة واسعة من المنشآت الصحية المنتشرة استراتيجياً في منى وعرفات ومزدلفة، لضمان سهولة وصول الحجاج إليها وتلبية احتياجاتهم الصحية دون عناء.

 

"إن الحالة الصحية العامة للحجاج، ولله الحمد، مطمئنة، ولم تُسجل أي أمراض وبائية أو مهددة للصحة العامة بين ضيوف الرحمن. إن تطبيق الأنظمة واللوائح الصحية بشكل حازم ساهم بشكل مباشر في الحد من مستوى الحالات الصحية الطارئة، ونحن مستمرون في تسخير كافة إمكانياتنا لخدمتهم حتى يكملوا مناسكهم بصحة وعافية."

 

واختتم آل طالع حديثه بالتأكيد على أن هذه الجهود تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بتقديم أرقى مستويات الخدمة لضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن جميع قطاعات المنظومة الصحية تعمل كفريق واحد في حالة استنفار قصوى، وتنسق بشكل وثيق مع كافة الجهات الحكومية الأخرى لضمان نجاح الخطط الصحية لموسم الحج، وتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في حج آمن وصحي لجميع المسلمين من شتى بقاع الأرض.