تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو مروعة توثق عمليات الإنقاذ الجارية في تل أبيب، إثر القصف الصاروخي الذي تعرضت له المدينة يوم أمس السبت. تُظهر المقاطع حجم الدمار الهائل الذي لحق بالعديد من المباني، حيث تتواصل جهود فرق الإنقاذ للبحث عن ناجين أو انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض. المشاهد المتداولة أثارت صدمة واسعة، وقارنها البعض بما تشهده غزة من دمار نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
البحث عن ناجين وسط الركام يثير تفاعلاً واسعاً
عمليات البحث المضنية عن أحياء أو جثث تحت ركام المباني المنهارة في تل أبيب أثارت حالة من الاندهاش والاستغراب لدى العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وصف البعض المشهد بأنه "مأساوي" و "مروع"، مشيرين إلى التشابه الكبير بينه وبين صور الدمار القادم من غزة. تداول النشطاء صوراً ومقاطع فيديو تظهر فرق الإنقاذ وهي تعمل بجد لإزالة الأنقاض، بينما يعلو صوت صفارات الإنذار في الخلفية، مما يزيد من حدة المشهد.
على الرغم من حجم الدمار والانهيارات التي خلّفها القصف، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن سقوط ثلاثة قتلى و120 إصابة فقط في الضربة الأخيرة على تل أبيب. هذا الرقم أثار شكوكاً واسعة بين النشطاء، الذين اعتبروا أنه "غير واقعي" بالنظر إلى حجم الدمار الظاهر في مقاطع الفيديو والصور المتداولة. تساءل الكثيرون عن كيفية تفسير هذا التناقض بين حجم الدمار المعلن وعدد الضحايا المعلن، معتبرين أن السلطات الإسرائيلية تحاول التقليل من حجم الخسائر الحقيقية.
عبرت الباحثة السياسية التركية إسلام كنبكلي عن استنكارها لما وصفته بـ "النفاق الإسرائيلي"، قائلة:
"تخيّلوا أن إسرائيل التي تبكي اليوم على الشاشات وتُظهر صور البحث عن ناجين من الهجوم الإيراني، محاولة أن تُقنع العالم بأنها ضحية، وأن إيران تقتل الأبرياء هي نفس إسرائيل، التي تقتل الأطفال في غزة كل يوم وهم نائمون. هي نفس اسرائيل التي دمرت البيوت على رؤوس ساكنيها في غزه، هي نفس إسرائيل التي تردم أجساد المدنيين في غزة تحت الركام، ثم تخرج لتغطي على جرائمها بالقول: "كنا نستهدف إرهابيين"".
وأضافت كنبكلي: "أعلنت إسرائيل عن وقوع "خسائر بشرية كبيرة" بعد سقوط صاروخ أُطلق من إيران على مبنى في بات يام في تل أبيب، حتى اللحظة تم الإعلان عن مقتل 3 اسرائيليين وإصابة 130 آخرين. ولازال هناك العديد من تحت الأنقاض، في حين لا زالت جهود البحث والإنقاذ مستمرة".
وعلق البلوجر أياد قائلاً: "منذ بدء الهجمات الإيرانية على الكيان الإسرائيلي؛ سقط 10 قتلى إسرائيليين، و620 جريحًا إسرائيليًا.. أمر يصعب تصديقه". بينما وصف البلوجر طلعت فهمي المشهد بـ "الغريب"، قائلاً: "مشهد غريب لانهيار المباني في تل أبيب والبحث عن أحياء بين الركام، وكأني أنظر إلى الدمار الذي خلفه الاحتلال في غزة". من جانبه، عبر البلوجر ياسر عبد الوهاب عن اندهاشه قائلاً: "سبحان الله جاء اليوم الذي يذوق فيه المحتل مرارة ما صنعه في غزة". واختتم البلوجر أحمد مسعد تعليقه بالقول: "أخيرًا هذه الصور من ركام وبحث عن ناجين تحت الأنقاض مش من غزة".