أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، صباح اليوم، تحذيراً عاجلاً لرعاياها المتواجدين في إيران، داعية إياهم إلى مغادرة البلاد "على الفور" نظراً لتدهور الوضع الأمني وتزايد المخاطر المحتملة. يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وخاصةً الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين داخل الأراضي الإيرانية. وتشدد الوزارة على أن هذا الإجراء احترازي ويهدف إلى حماية أرواح مواطنيها في ظل الظروف الراهنة غير المستقرة.
"لا ينبغي لمواطنينا السفر إلى إيران لأي سبب، ويجب عليهم مغادرتها فوراً إذا كانوا هناك،" صرحت وزارة الخارجية في بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني. وأضاف البيان: "على مواطنينا غير القادرين على مغادرة إيران الاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترات طويلة." يعكس هذا التحذير الجدية التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع الوضع المتدهور في المنطقة، والتخوف من تصاعد العنف وتأثيره المحتمل على المدنيين الأجانب.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن الحكومة الأمريكية تواجه صعوبات كبيرة في تقديم المساعدة الطارئة أو ضمان سلامة المواطنين الأمريكيين الراغبين في مغادرة إيران عبر الخيارات المتاحة. "لا يمكن لحكومتنا ضمان سلامة الأمريكيين الراغبين في مغادرة إيران عبر الخيارات المتاحة،" أكد البيان. يعزى هذا الأمر إلى تعقيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وغياب وجود قنصلي أمريكي فعال على الأراضي الإيرانية، مما يحد من قدرة الحكومة الأمريكية على التدخل المباشر لتقديم المساعدة لمواطنيها.
وتأتي هذه الدعوة وسط تصاعد حدة الخطاب بين طهران وتل أبيب، وتبادل الاتهامات والتهديدات المتبادلة. يرى محللون أن الوضع الحالي ينذر بتصعيد إقليمي أوسع، قد يشمل أطرافاً دولية أخرى. كما أن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إيران، نتيجة للعقوبات الدولية المفروضة عليها، يزيد من حالة عدم الاستقرار ويزيد من المخاطر المحتملة على الأجانب المقيمين في البلاد. لذلك، توصي الخارجية الأمريكية مواطنيها باتخاذ الحيطة والحذر واتباع التعليمات الصادرة من السلطات المحلية.
وتنصح وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها المسجلين لديها في برنامج "الناخب الذكي" (Smart Traveler Enrollment Program - STEP) بتحديث بياناتهم باستمرار، لضمان تلقي آخر التنبيهات والتحذيرات الأمنية. كما تحث المواطنين الأمريكيين الذين يختارون البقاء في إيران على اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم الشخصية، وتجنب المناطق التي تشهد توترات أو احتجاجات، والاحتفاظ بمخزون كاف من المواد الغذائية والمياه والأدوية الضرورية. وتؤكد الوزارة أنها تواصل مراقبة الوضع عن كثب وستقوم بتحديث إرشادات السفر وفقاً للتطورات المستجدة.