يُعد بناء احترام الذات لدى الطفل من أهم الجوانب التربوية التي تؤثر بشكل مباشر على تطوره النفسي والاجتماعي، فحين يشعر الطفل بقيمته الذاتية منذ سنواته الأولى يصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والنجاح في علاقاته المستقبلية، لذلك فإن الأسرة والمدرسة يلعبان دورًا أساسيًا في تنمية هذا الجانب، ومن المهم أن نبدأ مبكرًا في ترسيخ مشاعر الثقة بالنفس وقبول الذات عند الطفل
لماذا يعتبر احترام الذات ضروريًا للطفل؟
الطفل الذي يملك احترامًا صحيًا لذاته ينمو وهو يشعر بالكفاءة والرضا، وتكون علاقاته أكثر استقرارًا، كما يكون أكثر قدرة على التعلم والتعبير عن مشاعره
-
يدفع الطفل لتجربة أشياء جديدة دون خوف
-
يساعده في تجاوز الفشل بدون إحباط
-
يجعله أكثر قدرة على التفاعل مع الآخرين
-
يقلل من مشاعر القلق والخجل والانطواء
-
يعزز من شعور الطفل بالأمان الداخلي
كيف نبدأ في بناء احترام الذات؟
يمكن للأسرة أن تساهم بشكل كبير في بناء احترام الذات لدى الطفل من خلال مواقف يومية بسيطة لكنها تحمل تأثيرًا عميقًا في النفس
-
تقديم الحب والدعم غير المشروط للطفل
-
استخدام كلمات تشجيعية وتقديرية باستمرار
-
التركيز على الجهد المبذول أكثر من النتائج
-
تشجيع الطفل على اتخاذ قرارات بسيطة
-
منحه فرصة للتعبير عن آرائه دون نقد
العوامل التي تضعف احترام الذات عند الطفل
هناك بعض التصرفات أو المواقف التي قد تؤثر سلبًا على احترام الطفل لذاته وتجعل منه شخصًا مترددًا أو خائفًا من الرفض
-
المقارنة المستمرة مع الآخرين
-
السخرية من أفكاره أو شكله أو تصرفاته
-
التركيز على الأخطاء دون الاعتراف بالنجاحات
-
تجاهل إنجازاته الصغيرة
-
تجاهل مشاعره أو التقليل منها
دور البيئة المحيطة في تعزيز احترام الذات
البيئة التي ينشأ فيها الطفل سواء كانت أسرية أو مدرسية يجب أن تكون بيئة إيجابية تشجعه على النمو العاطفي السليم والثقة بالنفس
-
توفير مساحة آمنة للحوار واللعب
-
معاملة الطفل ككائن مستقل له رأي
-
احترام مشاعره وعدم السخرية منها
-
مكافأته عند المحاولات الجادة
-
دعمه عند الفشل بدلًا من التوبيخ
إشارات تدل على تمتع الطفل باحترام الذات
من خلال بعض التصرفات يمكن ملاحظة ما إذا كان الطفل يتمتع باحترام لذاته أم لا، وهذه الإشارات تساعد الوالدين على معرفة مدى نجاحهم في هذا الجانب
-
القدرة على التعبير عن الرأي دون خوف
-
تقبل النقد البناء دون انزعاج
-
عدم الخوف من الخطأ أو التجربة
-
التفاعل الاجتماعي الجيد مع الأطفال الآخرين
-
الرغبة في المشاركة وتحمل المسؤولية
إن بناء احترام الذات عند الطفل رحلة تبدأ منذ السنوات الأولى وتشمل كل تفاعل صغير يحدث معه، ولأن الطفل يكتسب مفاهيمه عن نفسه من عيون ومواقف من حوله، يجب أن نحرص على أن نعكس له صورة إيجابية تعزز من ثقته بنفسه وتمنحه شعورًا دائمًا بالقيمة، فبكلمة تشجيع أو حضن محبة نصنع منه شخصًا قويًا واثقًا ومليئًا بالسلام الداخلي