أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، مساء اليوم السبت، بتعرض المرحلة 14 من مجمع بارس الجنوبي للغاز في مدينة كنغان بمحافظة بوشهر لهجوم. ونسبت الوكالة الهجوم إلى جهة لم تحددها، مشيرة إلى اندلاع حريق في أجزاء من المنشأة. يأتي هذا الحادث في ظل توترات إقليمية متصاعدة، مما يثير تساؤلات حول دوافع الهجوم وتأثيره على إمدادات الطاقة الإيرانية.

 

ووفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، نفذ الهجوم بواسطة طائرة مسيّرة صغيرة، شبيهة بالطائرات بدون طيار. وقد دوّى انفجار قوي في محيط الميناء عقب الاستهداف، فيما تعمل حالياً فرق الإطفاء على السيطرة على النيران المشتعلة. الجدير بالذكر أن مجمع بارس الجنوبي يعتبر من أهم حقول الغاز في إيران، ويساهم بشكل كبير في إنتاج الطاقة وتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير.

 

لم تصدر الجهات الرسمية الإيرانية أي بيان رسمي حتى الآن بشأن الهجوم، أو حجم الأضرار والخسائر الناجمة عنه. ومع ذلك، أكدت وكالة "فارس" أن التحقيقات جارية، وأن مراسليها يتابعون تطورات الحادث ميدانياً للحصول على مزيد من التفاصيل. ويبقى الغموض يحيط بالجهة المسؤولة عن الهجوم، في ظل التكهنات المتزايدة حول طبيعة الاستهداف ودوافعه.

 

تكتسب محافظة بوشهر أهمية استراتيجية بالغة، حيث تضم مفاعل بوشهر النووي، بالإضافة إلى عدد من المنشآت الحيوية الأخرى. وهذا ما يمنح الحادث بعدًا أمنيًا حساسًا، خاصة في ظل التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل في الأيام الأخيرة. ويثير هذا الهجوم مخاوف بشأن سلامة المنشآت الحيوية في المنطقة، واحتمالية تصاعد التوترات الإقليمية.

 

يتزامن هذا الهجوم مع مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا الحادث إلى تعقيد هذه المفاوضات، وزيادة حدة التوتر بين الطرفين. يبقى أن نرى كيف ستتعامل الحكومة الإيرانية مع هذا الهجوم، وما هي الإجراءات التي ستتخذها لضمان سلامة منشآتها الحيوية وحماية مصالحها الوطنية.