يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا في التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان الضربات الصاروخية خلال الساعات الماضية. بدأت الأحداث بتداول قناة "إكسترا نيوز" مقطع فيديو يزعم إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل، مع مشاهد تظهر سقوطها في تل أبيب، وسماع دوي صافرات الإنذار، وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة. لم يصدر حتى الآن تأكيد رسمي من الجانب الإيراني بشأن مسؤوليته عن هذه الهجمات، إلا أن الفيديو المتداول أثار حالة من الذعر والقلق في إسرائيل.

 

ردًا على ذلك، نفذت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة من الغارات الجوية المكثفة ضد أهداف داخل إيران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات. تشير التقارير الأولية إلى أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية حساسة، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة. يأتي هذا الهجوم الإسرائيلي في ظل تصاعد حدة الخطاب بين البلدين وتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.

 

أفادت مصادر إعلامية بأن "تل أبيب" وجهت ما لا يقل عن خمس موجات من الغارات على إيران، مستهدفة أو ضرب ما يزيد على 350 هدفًا. لم يتم الكشف عن طبيعة هذه الأهداف بشكل كامل، إلا أن التكهنات تشير إلى أنها تشمل مواقع لتخزين الأسلحة، ومراكز للقيادة والسيطرة، ومنشآت نووية محتملة. تؤكد هذه الغارات الإسرائيلية على تصميم "تل أبيب" على الرد بقوة على أي تهديد إيراني لأمنها القومي.

 

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو يوثق بداية الهجوم على إيران، وأعلن أن العملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد". وذكر الجيش أن العملية شارك فيها 200 طائرة مقاتلة، وأكثر من 330 سلاحًا مختلفًا. يعكس هذا التصريح حجم القوة النارية التي استخدمتها إسرائيل في هجومها، ويشير إلى أن "تل أبيب" كانت تخطط لهذه العملية منذ فترة طويلة.

 

تتزايد المخاوف الدولية من أن يؤدي هذا التصعيد إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. دعت العديد من الدول إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، وحثت الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان هذا التصعيد سيؤدي إلى حرب شاملة بين إيران وإسرائيل، أم أن الجهود الدبلوماسية ستنجح في احتواء الأزمة ومنع المزيد من التصعيد.