أفادت وسائل إعلام إيرانية بسماع دوي انفجارات في غرب العاصمة الإيرانية طهران، دون ورود تفاصيل واضحة حول الأسباب. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وكالة فارس الإيرانية عن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء ما وصفته بـ "الهجوم الإسرائيلي" إلى 78 قتيلاً و329 جريحاً كحصيلة أولية وتصاعدت حدة التوتر بين إيران وإسرائيل بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية، مما ينذر بتصعيد خطير في المنطقة.
ونقلت وكالة فارس عن مصادر طبية قولها إن المستشفيات في طهران والمناطق المحيطة بها في حالة استنفار قصوى لاستقبال المصابين. وأكدت المصادر أن أغلب الإصابات خطيرة، وأن فرق الإسعاف لا تزال تعمل على نقل الجرحى من مواقع الهجمات لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحكومة الإيرانية بشأن طبيعة الانفجارات أو الجهة المسؤولة عنها، إلا أن وكالة فارس أشارت إلى أن "إسرائيل" هي من نفذت الهجوم.
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نفذ فجر الجمعة سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف داخل إيران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات. وأشارت المصادر إلى أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية حساسة، وأن "تل أبيب" وجهت ما لا يقل عن خمس موجات من الغارات، استهدفت أو ضربت ما يزيد على 350 هدفًا. ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن هذه العمليات.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو يوثق ما قال إنه بداية الهجوم على إيران، وذكر في بيان مقتضب أن "200 طائرة مقاتلة، وأكثر من 330 سلاحًا مختلفًا" شاركت في عملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد". وأضاف البيان أن العملية تهدف إلى "تقويض القدرات العسكرية الإيرانية ومنع طهران من تطوير أسلحة نووية" يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتبادل الاتهامات بين إيران وإسرائيل بشأن دعم الجماعات المسلحة وتنفيذ هجمات تخريبية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار، مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويخشى المراقبون من أن يؤدي التصعيد بين إيران وإسرائيل إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، قد يكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وتدعو العديد من الدول إلى ضبط النفس وخفض التصعيد، وتؤكد على أهمية الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات الإقليمية.
ردود الفعل الدولية
أعربت العديد من الدول عن قلقها العميق إزاء التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، ودعت إلى ضبط النفس وخفض التوتر. وأصدرت الولايات المتحدة بيانًا دعت فيه جميع الأطراف إلى "تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد". وحثت الأمم المتحدة إيران وإسرائيل على "الامتناع عن أي أعمال استفزازية أو تصعيدية".
الاتحاد الأوروبي دعا إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط. وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على "أهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتجنب المزيد من التصعيد".
روسيا أعربت عن "قلقها البالغ" إزاء التطورات الأخيرة، ودعت إلى "حل الخلافات من خلال الحوار والدبلوماسية". وأكدت وزارة الخارجية الروسية على "أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وتراقب الصين الوضع عن كثب، ودعت إلى "الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وأكدت وزارة الخارجية الصينية على "أهمية الالتزام بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
الدول العربية دعت إلى "وقف التصعيد وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى مزيد من التوتر". وأكدت جامعة الدول العربية على "أهمية الحوار والتفاوض لحل الخلافات الإقليمية".