في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وتوفير بيئة صحية وآمنة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين، تواصل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تكثيف عمليات التطهير والتعقيم في كافة أرجاء بيت الله الحرام ومرافقه.

 

وتأتي هذه الإجراءات الوقائية كجزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة تهدف إلى ضمان أعلى مستويات السلامة لقاصدي البيت العتيق، مما يمكنهم من أداء مناسكهم وعباداتهم في أجواء من الطمأنينة والسكينة.

 

وقد أظهر مقطع فيديو حديث، تم تداوله على نطاق واسع، حجم ودقة هذه العمليات التي تتم على مدار الساعة باستخدام أحدث التقنيات وأفضل المواد الصديقة للبيئة، والتي تعكس الالتزام الراسخ بتوفير أرقى الخدمات لزوار المسجد الحرام.

 

منظومة تطهير متكاملة وفرق ميدانية متخصصة

تعمل وكالة الشؤون الفنية والخدمية والتشغيلية بالرئاسة على تنفيذ خطة محكمة لعمليات الغسيل والتطهير، حيث يتم غسل المسجد الحرام بالكامل بمعدل 10 مرات يوميًا، بمشاركة فرق ميدانية عالية التدريب والكفاءة.

 

تشمل هذه العمليات صحن المطاف، والمسعى، والساحات الخارجية، والأسطح، وجميع المصليات داخل الحرم، بالإضافة إلى تعقيم السجاد والممرات بشكل دوري ومستمر.

 

ويتم استخدام كوادر بشرية متخصصة يصل عددها إلى أكثر من 4000 عامل وعاملة، مجهزين بأحدث المعدات والآليات التي تضمن سرعة الإنجاز وجودة الأداء، مع التركيز على الأماكن التي تشهد كثافة عالية من المصلين والزوار لضمان خلوها من أي مسببات للأمراض.

 

تقنيات حديثة لبيئة صحية مثالية

لم تعد عمليات التعقيم تقتصر على الأساليب التقليدية، بل استثمرت الرئاسة في أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال لتعزيز كفاءة الإجراءات الوقائية يتم استخدام أكثر من 11 روبوتًا ذكيًا متخصصًا في عمليات التعقيم الداخلي، والتي تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي على مسح وتغطية كافة المساحات دون أي تدخل بشري.

 

إلى جانب ذلك، تُستخدم أجهزة تعقيم متطورة تعمل بالرذاذ الجاف، ومعدات رش ضبابي، بالإضافة إلى كاميرات حرارية عند المداخل الرئيسية لرصد درجات حرارة الزوار كإجراء احترازي.

 

كما يتم استهلاك أكثر من 80 ألف لتر من المطهرات عالية الجودة يوميًا، والتي تم اختيارها بعناية لتكون آمنة على صحة الإنسان وصديقة للبيئة، مما يؤكد على تطبيق نهج شامل يوازن بين الفعالية والسلامة.

 

تأكيدات رسمية على الالتزام بأعلى المعايير

تؤكد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي باستمرار على أن هذه الجهود تأتي انطلاقًا من توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين. وفي هذا السياق، صرح مصدر مسؤول بالرئاسة قائلاً: "إن سلامة وصحة ضيوف الرحمن هي أولويتنا القصوى التي لا نحيد عنها نعمل وفق خطط تشغيلية دقيقة ومعايير عالمية لضمان أن تكون بيئة المسجد الحرام بيئة صحية وآمنة تمامًا إن ما يشهده العالم من جهود في الحرمين الشريفين هو انعكاس للاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، لراحة وطمأنينة الحجاج والمعتمرين والزوار."

 

جهود مستمرة لخدمة ضيوف الرحمن

في الختام، تجسد عمليات التعقيم والتطهير المستمرة في المسجد الحرام قصة نجاح متجددة في إدارة الحشود وتوفير بيئة عبادة نموذجية. إن مشاهد الفرق الميدانية وهي تعمل بتفانٍ وإخلاص، مدعومة بأحدث التقنيات، تبعث على الطمأنينة وتؤكد على الجاهزية التامة لاستقبال ضيوف الرحمن في جميع الأوقات والمواسم.

 

هذه الجهود لا تقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل تمثل رسالة حضارية وإنسانية للعالم أجمع، مفادها أن المملكة العربية السعودية تضع خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما في مقدمة اهتماماتها، ساعية بكل طاقاتها لتيسير أداء النسك وتوفير تجربة روحانية فريدة ومكتملة الأركان في أطهر بقاع الأرض.