شهد اليورو ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الخميس، مسجلاً أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات مقابل الدولار الأمريكي.
يعزى هذا الارتفاع إلى تدفق المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، مدفوعين بالحذر المتزايد بشأن تأثير الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وصل اليورو إلى 1.1589 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2021.
تزايدت المخاوف الجيوسياسية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل بعض الأفراد الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب الوضع "الخطير" المحتمل، وتأكيده على أن واشنطن لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي.
هذه التصريحات، إلى جانب القلق بشأن هشاشة الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في الأصول الأقل عرضة للمخاطر.
المحللون يرون أن الدولار الأمريكي أصبح مقياساً رئيسياً لمعنويات المحادثات التجارية، وأن عدم الاستقرار الجيوسياسي يدفع المستثمرين إلى شراء الفرنك السويسري والين الياباني.
ارتفع الفرنك السويسري بنسبة 0.8% ليصل إلى 0.8138 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى له منذ 22 أبريل، بينما ارتفع الين بنسبة 0.6% ليصل إلى 143.70.
هذه التحركات تعكس حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض المحللين أن اليورو حصل أيضاً على دعم من البنك المركزي الأوروبي المتشدد، الذي ألمح إلى إمكانية التوقف في دورة التيسير النقدي التي استمرت لسنوات، وذلك بعد عودة التضخم أخيراً إلى هدفه البالغ 2%.
ومع ذلك، أكدت إيزابيل شنابل، صانعة السياسة في البنك المركزي الأوروبي، أن سعر صرف اليورو القوي مدفوع بصدمة ثقة إيجابية في أوروبا، حيث ينجذب المستثمرون إلى اليورو كملاذ آمن، وليس بسبب فروق أسعار الفائدة.
في الختام، يظل مستقبل اليورو مرتبطاً بشكل وثيق بالتطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
التقلبات في أسعار صرف العملات تعكس حالة القلق وعدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، مما يجعل المستثمرين أكثر حذراً وانتقائية في قراراتهم الاستثمارية.
من المتوقع أن تستمر هذه الحالة في التأثير على أداء اليورو والدولار في الفترة القادمة، مع ترقب المستثمرين لأي تطورات جديدة قد تؤثر على الأسواق.