في خضم الجدل الدائر والتكهنات التي تملأ الأوساط الرياضية المصرية، يبرز اسم النجم أحمد سيد "زيزو" كعنوان رئيسي للمرحلة الحالية، مع تزايد الأنباء حول صفقة انتقال محتملة قد تهز أركان الكرة المصرية بانضمامه إلى الغريم التقليدي، النادي الأهلي.

 

وبغض النظر عن الوجهة المستقبلية للاعب، فإن الحديث عن هذه الخطوة يفتح الباب واسعاً لتقييم مسيرته الاستثنائية مع نادي الزمالك، وهي الفترة التي تحول فيها من لاعب واعد إلى أحد أبرز نجوم القارة السمراء، وركيزة أساسية لا يمكن تعويضها بسهولة في صفوف الفارس الأبيض.

 

هذه المسيرة المليئة بالأرقام والإنجازات تستحق التوقف عندها، فهي تروي قصة نجاح فريدة للاعب فرض نفسه بقوة على الساحة المحلية والقارية.

 

بداية متوهجة وتأثير فوري

 

انضم أحمد سيد "زيزو" إلى نادي الزمالك في يناير من عام 2019، قادماً من نادي موريرينسي البرتغالي، في صفقة لم يتوقع الكثيرون أن تحدث هذا التأثير العميق.

 

لكن اللاعب سرعان ما أثبت جودته وقدرته على صناعة الفارق، حيث اندمج سريعاً في منظومة الفريق وأصبح عنصراً لا غنى عنه.

 

تميز زيزو بمرونته التكتيكية الفائقة، وقدرته على اللعب في مراكز متعددة في الخط الهجومي، سواء كجناح أيمن أو أيسر أو صانع ألعاب صريح.

 

لم يطل الانتظار حتى حصد أول ألقابه الكبرى مع الفريق، حيث كان له دور محوري في التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية في عام 2019، ليعلن عن بداية عهد جديد من التألق الشخصي والجماعي داخل القلعة البيضاء.

 

أرقام قياسية وبطولات محلية

 

تعتبر لغة الأرقام هي المقياس الأكثر دقة لتقييم مدى تأثير زيزو مع الزمالك، وهنا تتحدث الإحصائيات عن نفسها.

 

خلال مسيرته مع النادي، شارك زيزو في أكثر من 260 مباراة في مختلف البطولات، تمكن خلالها من تسجيل ما يزيد عن 85 هدفاً وتقديم أكثر من 80 تمريرة حاسمة لزملائه، مما يجعله أحد أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف في تاريخ النادي الحديث.

 

هذا التألق الفردي تُوّج بإنجازات جماعية، أبرزها قيادة الفريق للفوز بلقب الدوري المصري الممتاز مرتين متتاليتين (موسم 2020-2021 و 2021-2022)، وفي الموسم الثاني، حصد لقب هداف الدوري عن جدارة واستحقاق، ليؤكد مكانته كأفضل لاعب في مصر في تلك الفترة.

 

ركيزة أساسية وشخصية قيادية

 

لم يقتصر دور زيزو على الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر، بل امتد ليشمل دوره كقائد حقيقي وشخصية مؤثرة في غرفة الملابس.

 

أصبح اللاعب هو المنفذ الأول لركلات الجزاء في الفريق، بفضل هدوئه وثقته العالية، كما كان دائماً حاضراً في المواعيد الكبرى والمباريات الحاسمة.

 

تطورت شخصيته بمرور المواسم ليصبح أحد قادة الفريق الذين يعتمد عليهم الجهاز الفني واللاعبون على حد سواء، وبات صوته مسموعاً ومؤثراً.

 

هذا النضج جعله معشوق الجماهير الأول، التي رأت فيه رمزاً للقتالية والإخلاص لقميص النادي.

"زيزو لم يكن مجرد لاعب مهاري، بل كان قائداً حقيقياً في الملعب، يتحمل المسؤولية في أصعب الأوقات، ويقدم أداءً ثابتاً ومميزاً جعله القلب النابض للفريق لسنوات طويلة،

رحيله إن حدث، سيترك فراغاً فنياً ومعنوياً كبيراً." - محلل رياضي مصري.

 

في الختام، سواء قرر زيزو البقاء في الزمالك أو خوض تحدٍ جديد بالانتقال إلى الأهلي أو غيره، فإن مسيرته مع القلعة البيضاء ستبقى محفورة في ذاكرة الجماهير وتاريخ النادي.

 

لقد قدم اللاعب فصلاً استثنائياً من العطاء والإنجازات، وساهم بشكل مباشر في إعادة الزمالك إلى منصات التتويج المحلية والقارية.

 

إن صفقة انتقاله المحتملة إلى الغريم التقليدي لا تقلل من قيمة ما قدمه، بل تزيد من أهمية هذه الفترة وتجعلها محط أنظار الجميع، حيث يترقب الشارع الرياضي المصري ما ستسفر عنه الأيام القادمة، والتي قد تغير خريطة القوى في الكرة المصرية بشكل جذري.

---