شهدت سماء الوطن العربي، ليلة أمس مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، ظاهرة فلكية بديعة تمثلت في اقتران القمر الأحدب المتزايد مع نجم السماك الأعزل (Spica)، ألمع نجم في كوكبة العذراء.
سماء الوطن العربي تتزين باقتران القمر الأحدب ونجم السماك الأعزل في أول أيام العيد
وقد أتاحت هذه الظاهرة الفرصة للمهتمين بعلم الفلك وهواة الرصد بالعين المجردة للاستمتاع بمنظر سماوي خلاب، خاصة في المناطق ذات الأجواء الصافية والبعيدة عن التلوث الضوئي.
وقد أوضح الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، أن الاقتران هو مصطلح فلكي يعبر عن تقارب ظاهري بين جرمين سماويين في السماء عند رؤيتهما من الأرض. وأشار إلى أن هذه الظاهرة لا تعني بالضرورة وجود تقارب حقيقي بين الجرمين في الفضاء، بل هو مجرد اصطفاف على خط الرؤية من منظورنا الأرضي وأضاف أن رؤية الاقتران كانت ممكنة بالعين المجردة بسهولة، حيث بدا القمر ونجم السماك الأعزل متجاورين بشكل ملفت في السماء.
نجم السماك الأعزل، المعروف أيضاً باسم السنبلة، هو نجم عملاق أزرق ينتمي إلى الفئة الطيفية B1V، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
ويتميز هذا النجم بلمعانه الشديد الذي يجعله من بين ألمع النجوم في السماء الليلية. أما القمر الأحدب، فهو المرحلة التي يمر بها القمر عندما يكون أكثر من نصفه مضاءً، ولكنه ليس بدراً كاملاً وفي هذه المرحلة، يكون القمر في طريقه نحو الاكتمال، مما يجعله أكثر سطوعاً وإشراقاً.
وقد تابع العديد من الفلكيين وهواة الرصد هذه الظاهرة الفلكية المميزة، وقاموا بتوثيقها بالصور ومقاطع الفيديو. وقد انتشرت هذه الصور على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أتاح للجمهور فرصة مشاهدة هذا الحدث السماوي الفريد حتى لمن لم يتمكنوا من رؤيته بالعين المجردة.
وقد أثارت هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً بعلم الفلك، وشجعت الكثيرين على التعرف على المزيد عن النجوم والكواكب والظواهر الفلكية الأخرى.
وتعتبر مثل هذه الظواهر الفلكية فرصة رائعة لتعزيز الوعي بأهمية علم الفلك ودوره في فهم الكون من حولنا كما أنها تساهم في إلهام الأجيال الشابة وتشجيعهم على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). بالإضافة إلى ذلك، فإنها تذكرنا بجمال الكون واتساعه، وتدعونا إلى التأمل في عظمة الخالق وقدرته.