شهدت أسعار الذهب والنفط في الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح بين الولايات المتحدة وإيران يأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع مؤشرات اقتصادية أمريكية تدعم احتمالية خفض أسعار الفائدة، مما زاد من جاذبية الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب.

 

ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية

 

قفز الذهب، فجر اليوم، بنسبة 0.3% ليصل إلى 3364.10 دولار للأوقية في المعاملات الفورية، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتلامس 3384.40 دولار. يعكس هذا التحرك إقبالًا متزايدًا من المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في ظل الأجواء السياسية المتقلبة والتهديدات المتصاعدة وقد ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أشار فيها إلى نية بلاده إجلاء مواطنيها من الشرق الأوسط، في تأجيج هذه المخاوف وزيادة الطلب على الذهب. واعتُبرت هذه التصريحات مؤشرًا على استعدادات أمريكية لاحتمالات التصعيد مع إيران.

 

إلى جانب العوامل الجيوسياسية، لعبت بيانات التضخم الأمريكية دورًا في دعم صعود الذهب. فقد أظهرت الأرقام الرسمية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% في مايو، وهي نسبة أقل من توقعات المحللين التي بلغت 0.2% هذه النتائج عززت التوقعات بأن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب يومي 17 و18 يونيو. وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما زاد من جاذبية الذهب للمشترين من خارج أمريكا، في حين تنتظر الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين لاحقًا اليوم للحصول على مزيد من التوجيه حول السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.

 

النفط يقفز وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات

 

لم تكن أسعار النفط بعيدة عن موجة الارتفاع، إذ سجل خام برنت زيادة بنسبة 0.2% ليصل إلى 69.92 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.3% إلى 68.37 دولار للبرميل. ويأتي هذا الارتفاع بعد مكاسب تجاوزت 4% يوم الأربعاء، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أوائل أبريل يعزى هذا الارتفاع إلى تنامي المخاوف من أن يؤدي التصعيد بين واشنطن وطهران إلى اضطرابات في الإمدادات النفطية من المنطقة، التي تُعد شريانًا رئيسيًا للسوق العالمية.

 

وقد كشفت مصادر أمريكية وعراقية لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء جزئي لسفارتها في العراق، مع السماح لأسر العسكريين الأمريكيين بمغادرة مناطق في الشرق الأوسط، بسبب ما وصف بـ"تصاعد المخاطر الأمنية" في المقابل، رد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده محذرًا من أن بلاده ستستهدف القواعد الأمريكية في حال اندلاع صراع، مؤكدًا أن فشل المفاوضات النووية قد يفتح أبواب الحرب.

 

تأثير العوامل الاقتصادية العالمية وتحركات المعادن الأخرى

 

على الرغم من الطابع الجيوسياسي الطاغي على المشهد، ساهم أيضًا التفاؤل النسبي بشأن مفاوضات التجارة بين أمريكا والصين في رفع شهية المستثمرين تجاه النفط، مع ترجيحات بأن اتفاقًا تجاريًا قد يعزز الطلب العالمي على الطاقة، خصوصًا من أكبر اقتصادين في العالم وإلى جانب الذهب، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.3% لتبلغ 36.32 دولار للأوقية. بينما صعد البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1265.32 دولار، محافظًا على موقعه قرب أعلى مستوياته منذ أكثر من أربع سنوات. في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1069.65 دولار.