وصل الطفل "أحمد النجار"، الناجي الوحيد من مجزرة استهدفت عائلته في غزة، إلى إيطاليا يوم أمس، حيث سيخضع لرعاية طبية ونفسية متخصصة. يأتي هذا بعد جهود مضنية بذلتها منظمات إغاثية دولية بالتنسيق مع السلطات الإيطالية لإخراج "أحمد" من القطاع المحاصر، وتوفير بيئة آمنة له للتعافي من الصدمة التي تعرض لها. وقد استقبل "أحمد" في مطار روما فريق من الأطباء النفسيين والمتخصصين في رعاية الأطفال ضحايا الحروب، بالإضافة إلى متطوعين إيطاليين سيرافقونه في رحلة علاجه.

 

"أحمد النجار"

 

البالغ من العمر ثماني سنوات، فقد جميع أفراد عائلته المباشرة – والديه وأشقائه الثلاثة – في قصف استهدف منزلهم قبل أسبوعين. وقد تمكن "أحمد" من النجاة بأعجوبة، ليصبح رمزًا مأساويًا للخسائر الفادحة التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين خلال التصعيد الأخير. وقد أثارت قصته تعاطفًا واسعًا على مستوى العالم، ودعوات متزايدة لوقف العنف وحماية الأطفال في مناطق النزاع.

 

منظمة "أطباء بلا حدود"

 

التي كانت من بين الجهات الفاعلة في تسهيل نقل "أحمد" إلى إيطاليا، أصدرت بيانًا أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وشددت على ضرورة توفير الحماية اللازمة للمدنيين، وخاصة الأطفال. وأكدت المنظمة على التزامها بتقديم الدعم الطبي والنفسي لضحايا العنف في المنطقة، وحثت المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

 

السفارة الفلسطينية في روما

 

أشادت بالجهود الإيطالية لإيواء "أحمد" وتوفير الرعاية اللازمة له، معتبرة ذلك "بادرة إنسانية نبيلة تعكس عمق العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والإيطالي". وأكدت السفارة على متابعتها الحثيثة لوضع "أحمد" وتوفير كافة أشكال الدعم له خلال فترة إقامته في إيطاليا. كما دعت السفارة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.

 

من المتوقع أن يخضع "أحمد" لبرنامج علاجي مكثف

 

يهدف إلى مساعدته على تجاوز الصدمة النفسية التي تعرض لها، والتكيف مع وضعه الجديد. وسيشمل البرنامج جلسات علاج نفسي فردية وجماعية، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية وتربوية مصممة خصيصًا للأطفال ضحايا الحروب. وتأمل المنظمات الإغاثية التي تتولى رعاية "أحمد" أن يتمكن من استعادة حياته الطبيعية، وأن يجد في إيطاليا ملاذًا آمنًا ومستقبلًا مشرقًا.

 

وصل الطفل الفلسطيني "أحمد النجار"، الناجي الوحيد من مجزرة إسرائيلية أودت بحياة جميع أفراد عائلته في غزة، إلى إيطاليا يوم أمس، وذلك بتنسيق من منظمات إغاثية دولية وبالتعاون مع الحكومة الإيطالية. يأتي هذا بعد جهود مضنية لإخراج الطفل من القطاع المحاصر وتوفير الرعاية الطبية والنفسية اللازمة له، والتي تدهورت بشكل كبير جراء الصدمة التي تعرض لها. يعاني أحمد من إصابات جسدية بالغة، بالإضافة إلى صدمة نفسية حادة تتطلب برنامج تأهيل طويل الأمد. وقد استقبلته في مطار روما مجموعة من المتطوعين والأطباء النفسيين المتخصصين في التعامل مع الأطفال الذين عانوا من تجارب مماثلة.

 

منظمة "أطباء بلا حدود"

 

أكدت في بيان لها أن حالة أحمد الصحية والنفسية تتطلب رعاية فائقة وتدخلاً عاجلاً. وأضاف البيان أن المنظمة ستعمل بالتنسيق مع المستشفيات الإيطالية لتوفير أفضل العلاجات المتاحة للطفل، بما في ذلك العلاج الطبيعي والجراحي اللازم لإعادة تأهيله جسدياً. كما سيخضع أحمد لبرنامج دعم نفسي مكثف يهدف إلى مساعدته على تجاوز الصدمة التي تعرض لها والتعامل مع فقدان عائلته. وتعهدت المنظمة بمتابعة حالة الطفل بشكل مستمر وتقديم الدعم اللازم له على المدى الطويل.

 

وقد صرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية الإيطالية، "ماريا روسي"، بأن الحكومة الإيطالية ملتزمة بتقديم كل الدعم اللازم لأحمد ومساعدته على إعادة بناء حياته.

 

"إيطاليا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات الصعبة، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان حصول أحمد على أفضل رعاية ممكنة."

 

وأضافت الوزيرة أن إيطاليا ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في غزة وتوفير الحماية للمدنيين، وخاصة الأطفال.

 

وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الدعوات الدولية لتقديم الدعم الإنساني والطبي لضحايا الصراع في غزة، وخاصة الأطفال الذين يعانون من تبعات نفسية وجسدية وخيمة. وقد ناشدت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بضرورة محاسبة المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت في غزة، وتوفير العدالة للضحايا وعائلاتهم. ويعتبر وصول أحمد إلى إيطاليا بمثابة بصيص أمل في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ورمزاً للتضامن الدولي مع قضيته العادلة.

 

من الجدير بالذكر أن عائلة النجار كانت قد استهدفت بغارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي الشجاعية بقطاع غزة.

 

أسفرت الغارة عن استشهاد جميع أفراد العائلة باستثناء أحمد، الذي نجا بأعجوبة من الموت.

 

وقد أثارت المجزرة موجة غضب واستنكار واسعة النطاق على المستويين المحلي والدولي، وأعادت إلى الأذهان حجم المعاناة التي يتكبدها المدنيون الفلسطينيون جراء الصراع المستمر. وتأمل المنظمات الإغاثية أن يكون وصول أحمد إلى إيطاليا بداية لمرحلة جديدة في حياته، وأن يتمكن من تجاوز محنته وبناء مستقبل أفضل.