شهدت أسواق الفاكهة اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المانجو، خاصةً صنفي العويس والسكري، مما أثار استياء المستهلكين وتساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع المفاجئ. وقد لوحظ هذا التغير في الأسعار في مختلف الأسواق الرئيسية في القاهرة الكبرى والمحافظات الأخرى، حيث سجلت بعض الأنواع زيادات قياسية مقارنة بأسعار الأسبوع الماضي. يعزو التجار هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من بينها نقص المعروض بسبب الظروف الجوية غير المواتية التي أثرت على إنتاجية بعض المزارع، بالإضافة إلى زيادة الطلب المحلي والإقبال المتزايد على المانجو مع بداية موسم الصيف. يترقب الخبراء تطورات السوق خلال الأيام القادمة لتحديد ما إذا كان هذا الارتفاع مؤقتًا أم أنه سيستمر لفترة أطول.

 

سجل سعر كيلو العويس اليوم ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 20% مقارنة بالأسبوع الماضي،

 

حيث وصل إلى مستويات قياسية لم يشهدها السوق منذ فترة طويلة. أما سعر كيلو السكري، فقد ارتفع أيضًا بنسبة ملحوظة، مما أثر على القدرة الشرائية للعديد من الأسر المصرية. وقد عبر العديد من المستهلكين عن استيائهم من هذا الارتفاع، مؤكدين أن المانجو كانت تعتبر من الفاكهة الموسمية التي يمكنهم تحمل تكلفتها، ولكن مع هذه الزيادات الجديدة، أصبح الحصول عليها أكثر صعوبة. يرى البعض أن هذا الارتفاع قد يدفع المستهلكين إلى البحث عن بدائل أخرى من الفاكهة الأقل تكلفة.

 

أسباب الارتفاع من وجهة نظر التجار

 

أرجع عدد من التجار ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها الظروف الجوية المتقلبة التي شهدتها البلاد خلال فترة الإزهار، والتي أثرت سلبًا على كميات الإنتاج في بعض المزارع. وأشاروا إلى أن موجات الحر الشديدة والرياح القوية قد تسببت في تلف بعض المحاصيل، مما أدى إلى نقص المعروض في الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، ذكر التجار أن هناك زيادة في الطلب على المانجو، خاصةً مع حلول فصل الصيف وبدء موسم الإجازات، حيث يزداد استهلاك الفاكهة بشكل عام. وأكدوا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتوفير كميات كافية من المانجو لتلبية احتياجات السوق، ولكنهم يواجهون صعوبات في الحصول على الكميات المطلوبة من المزارع.

 

"نحن نعمل على توفير أفضل أنواع المانجو للمستهلكين، ولكننا نواجه تحديات كبيرة في ظل الظروف الحالية،"

 

صرح أحد تجار الجملة في سوق العبور. وأضاف: "الأسعار مرتفعة من المصدر، وهذا يؤثر بشكل مباشر على الأسعار في الأسواق. نأمل أن تتحسن الظروف الجوية في المستقبل القريب، وأن يعود الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية، مما سيساهم في خفض الأسعار وتخفيف العبء على المستهلكين." وقد طالب بعض التجار الحكومة بالتدخل لتقديم الدعم للمزارعين المتضررين من الظروف الجوية، وتوفير حلول عاجلة لضمان استقرار الأسعار في الأسواق.

يتوقع الخبراء أن تشهد الأسواق تقلبات في أسعار المانجو خلال الفترة القادمة، وذلك تبعًا لتطورات الظروف الجوية وتوفر المعروض في الأسواق. وينصحون المستهلكين بترشيد استهلاك المانجو والبحث عن بدائل أخرى من الفاكهة في حال استمرار ارتفاع الأسعار. كما يدعون إلى دعم المزارعين المحليين وتشجيع الإنتاج الزراعي المستدام لضمان توفير كميات كافية من الفاكهة والخضروات بأسعار معقولة في الأسواق. يبقى السؤال المطروح هو: هل ستنجح الجهود المبذولة في استعادة استقرار أسعار المانجو وتلبية احتياجات المستهلكين خلال موسم الصيف الحالي؟