نعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ببالغ الحزن والأسى، الدكتور محمد عبد الحليم، عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الأزهر، والباحث بوحدة الدراسات والبحوث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذي ارتقى إلى ربه الكريم ضحية يد غادرة آثمة لا تعرف للرحمة سبيلًا، ولا للدين حرمة.
وأعرب فضيلة المفتي عن صدمته العميقة لهذا العمل الإجرامي الذي استهدف قامة علمية شابة، مؤكدًا أن هذه الأفعال لن تثني الأزهر الشريف عن مواصلة جهوده في نشر الوسطية ومكافحة التطرف.
وأكد مفتي الجمهورية أن الفقيد الراحل كان من خيرة شباب الباحثين، خلقًا وفكرًا، فلقد تميز بسعة الأفق، ونقاء السيرة، وجدية البحث، وصدق الانتماء لقضايا أمته.
وأشار إلى أن الدكتور عبد الحليم كان له حضور علمي وبحثي بارز في مجاله، وجهوده ملموسة في مواجهة الفكر المتطرف، والدفاع عن وسطية الإسلام وسماحته.
وأضاف فضيلته أن الفقيد كان مثالًا للباحث المخلص الذي يسعى لنشر العلم والمعرفة، ويؤمن بأهمية دوره في خدمة المجتمع.
ووصف مفتي الجمهورية رحيل الدكتور عبد الحليم بهذه الفاجعة بأنه خسارة مؤلمة للميدان العلمي والبحثي، ولزملائه الذين عرفوه خلوقًا، مخلصًا، محبًّا للخير، مؤمنًا برسالة العلم في خدمة الدين والوطن.
وأكد أن الفقيد ترك بصمة واضحة في مجال مكافحة التطرف، وأن جهوده ستظل نبراسًا يضيء الطريق للأجيال القادمة من الباحثين.
كما أشاد فضيلته بتفاني الفقيد في عمله وإخلاصه لقضايا أمته، مؤكدًا أنه كان مثالًا يحتذى به في الجدية والاجتهاد.
وتقدم مفتي الجمهورية بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد الكريمة وذويه، سائلًا الله أن يُلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتقبله في عداد الشهداء، وأن يُسكنه فسيح جناته، في زمرة النبيين والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا.
واختتم فضيلته بيانه بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، والتأكيد على أن الأزهر الشريف سيظل حصنًا منيعًا في وجه التطرف والإرهاب، وسيعمل بكل قوته على نشر قيم التسامح والاعتدال إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
ويذكر أن الدكتور محمد عبد الحليم كان باحثًا متميزًا في مجال الدراسات الإسلامية، وله العديد من المؤلفات والمقالات التي تناولت قضايا التطرف والإرهاب.
كما كان له دور فعال في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حيث ساهم في تحليل الخطابات المتطرفة وتفنيدها.
وقد نال الفقيد تقديرًا واسعًا من زملائه وأساتذته، الذين أشادوا بعلمه الغزير وأخلاقه الرفيعة.
وسيظل الفقيد ذكرى عطرة في قلوب كل من عرفه، ومثالًا للباحث المخلص الذي يسعى لنشر العلم والمعرفة.